الجمعة، 20 يونيو 2014

الخوصصة...المدمرة للدول المتخلفة...تستهدف صحة المواطن (1)

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الجمعة, يونيو 20, 2014




20/06/2014

دائما ما احترمت وأحترم جميع المواقف والآراء التتي ترمي لإزالة نظرة الشؤم لدي إزاء وضع هذا البلد الجميل..أو تهدف لزرع بعض من التفاؤل والأمل أو بالأحرى بعض الإيجابية بخلفيتي التي تُعتبر لدى الأغلب قاتمة وسلبية وعنيفة ..
لكن أعزائي ما أحكيه دائما سوى ما نعيشه خاصة في مثل محيطي الشعبي البسيط الذي أحمد الله سبحانه وتعالى على خلقي داخل وترعرعي بين معمريه...لذلك وكتوضيح عام فإن كل ما عبرت عنه ودونت حوله سابقا لم يكن اعتمادا على تقرير إخباريي شاهدته أو خبر عاجل التقطته مساعي بل العكس كل ذلك كان انطلاقا من قربي من واقع الشعب المغربي الأليم...الذي لاطالما اعتبرته وأعتبره مساهم ومسؤول على تدهور الوضع الحالي من جهته هو الآخر..

بدون إفاضة أكثر في التقديم ، ما أود الحديث عنه اليوم يندرج ضمن ما تدثت عنه دائما: المشاكل والعاهات التي تتفاقم بمجتمعنا والمواطن البسيط لا يعيرها أدنى اهتمام..فنحن بلد بدون أساس ويدعي التطور والتقدم للأمام...تعليم ضعيف وهش وصحة متدهورة ومشردة.. القطاعين الحيوين المحددين لنماء وتطور أي أمة ،لم يشهدا المعانات والمشاكل...واليوم ورغم وضعيتهما تلك إلا أنهما القائمين على هذا البلد لم يكفيهما ذلك بل زادوا الوضع سوءُ...خاصة عبر الخوصصة، الخطر الذي نهش جسد التعليم ويدق أبواب القطاع الصحي ..
تذكيرا لقولي الأول أود من كلامي هذا أن يقرأه أبناء الشعب البسيط جدا. لكن قبل الخوض في معضلة الصحة القادمة أود تصحيح بعض المواقف والمعتقدات التي يؤمن بها العامة ...

أولا أخي المواطن البسيط مكررا لما قلته تذكر دائما أن نماء أي بلد أو أمة يُحدد برقي قطاعين أساسين: الصحة والتعليم...
ثانيا هذين القطاعين يجب أن يتطورا في مؤسستيهما العمومية لا الخاصة...لأننا ولو وصلنا بمؤسستنا الخصوصية من مدارس أو "كلينيكات" للعالمية فإننا معيار قياس كينونتنا سيظل رهينا بوضع المستشفى العمومي الفقير والمدرسة العمومية المكتظة
ثالثا مما سبق إذا وجدت دولة أو حكومة قطاعها الخاص أصبح يشكل الأمان والضمان لدى جميع المواطنين مقارنة بالقطاع العام ..فاعلم أنك في بلد لا شيء ..
رابعا اعلم أخي العزيز أن عند سماعك لمهنة "طبيب" لا تتذكر الرخاء والرفاهية التي يربطونها بهذه المهنة في الأفلام والمسلسلات أو وثائقيات تخص دول أجنبية...(في المسشفيات العمومية طبعا).
خامسا من قاده القدر يوما للمستشفى يكون قد شهد حقيقة في أي بلد يوجد..حين يرى بالمستجلات مثلا مصابين بإصابات متفاوتة الخطورة لا يجدون غير الأرض أسرة لهم..
سادسا اعلم أن الطبيب بالمغرب في القطاع العام طبعا ، يفني عمره في الدراسة لسنوات وفي الأخير ينال أجرا يحتقره ويولد بداخله الإحساس "بالحكرة" مقارنة بالسنوات المضنية والمليئة التي اعتكف خلالها ..وهو ما يُجبره للإشتغال بالقطاع الخاص .. بل حتى ظروف العمل تولد لديك الحقد والغضب لا سيما وأنت تسمع ملايير يعجز اللسان على نطقها تصرف على المهرجانات الموسيقية...
سابعا اعلم أخي أنه كل ما يتعلق بأداء الواجبات المالية بالمستشفى لا علاقة للطبيب بها وإن أردت التذمر وإفراغ سخطك حولها اذهب عزيزي لوزارة الصحة والمالية ولما لا البرلمان ...وأن الطبيب يظل مسؤولا عن عمله وعن طريقته الإنسانية في معاملتك لا غير..
ثامنا اعلم أن كل ما قلته لك هو بشكل عام وشامل ، وهذا يعني أنه من جهة أخرى يظل الطبيب إنسانا منه الصالح كما الطالح ..

بعد تصحيح هذه المفاهيم سنتطرق في موضوع قادم لشرح خطر الخوصصة على صحة المواطن الذي ليس له من غير المستشفى العمومي ملجأ للتتداوي، وكيف ستدمر خصوصة التكوين الطبي الكفاءة بالمستشفى العمومي وأيضا وجوب خروج المواطن الدفاع عن حقه في نيل تطبيب بجودة حسنة إن أراد أن يحافظ على سلامته وسلامة نسله.

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top