الأربعاء، 4 يونيو 2014

رئيس بشرعية المؤنث

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الأربعاء, يونيو 04, 2014




4 يونيو 2014

لا يحتاج أي عاقل ملاحظ بعد الآن للقصص والروايات التاريخية ،التي تتحدث حول الأنظمة الفاسدة والإنقلابية المسبدة وأيضا حول عمل الصحافة العميلة التي تشكل أهم سلاح لهاته الأنظمة لتحقيق أهدافها. وأنت تعيش بزمن تسمع وترى فيه كل ما يروى في تلك القصص يحدث حقيقة في مصر.
تم المخطط الأولي بنجاح، خرجت حشود من الأجساد لا تجد من يظهر فيهم سوى "النساء" يرقصن بالأعلام على أنغام ، طبعا "تسلم الأيادي"،وفاز السيسي بمنصب الرئاسة إثر "استفتاء" وليس انتخابات بما أن صاحب الكرسي كان معلوما منذ الإنقلاب العسكري ل30 يونيو ،وكان يباشر مهامه الرئيسية من خلال دمية رمزية على كرسي الرئاسة لأنه كان يعتمر الزي العسكري آنذاك.واليوم أكد هذا "الإستفتاء" بشكل رسمي أن السيسي رئيسا لجمهورية مصر.
وطبعا وبما أن كل من له عقل يفكر به ومنطق يتوسل به في تحليل ومناقشة أفكاره،يعلم يقينا أن ما حدث في مصر انقلابا ومجزرة واستبداد،وأن الصحافة والقنوات المصرية العميلة تعتمد على أي شيء يدعم مواقفها ولو كان عبارة عن قصص خيالية وخرافية أو افتراءات كاذبة. يكون قد شهد ما حدث في الإنتخابات -أو بالأحرى"الإستفتاء"- من مهازل وتجاوزات سأذكر منها الأبرز وهي المشاركة الضعييييقة جدا للمتخِبين
فحسب الإعلاميين المصريين المؤثتين للشاشات المصرية الذين كدوا واجتهدوا لتحرير مصر من الحرية وإعادتها لنظامها العسكري الذي حكمها لعقود، فإن هاته الإنتخابات شأنها شأن تنحية الرئيس مرسي من منصبه وإعلان السيسي ترشحه للرئاسة ، حدث تاريخي كبير سينحث في تاريخ مصر من ذهب، وأنها ستكون انتخابات "ديموقراطية " تاريخية بامتياز... كيف لا تكون كذلك وهي تضم صراع "شبه ثنائي" بين المرشح المختار عبد الفتاح السيسي ومرشح ثان حمدين الصباحي وٌضِع لمنح الإنتخابات الطابع "الديموقراطي". عكس الإنتخابات التي عقبت ثورة 25 يناير "الغير ديموقراطية" والتي ضمت تنافسا بين حوالي 13 مرشحا ومشاركة شعبية واسعة أرهقت كل من تكلف بتنظيمها.
ورغم محاولة هؤلاء الإعلاميين شحن المواطنين ودفعهم للحضور والإنتخاب، إلا أن العدد والإقبال خلال يومي الإنتخاب المقررين كانا ضئيلين وصادمين تميزا بحضور لافت للنساء وغياب شبه تام للشباب، مما دفع بعض القنوات المصرية العميلة للإفتراء والكذب حول مدى إقبال المصريين وأعدادهم، أما أخرى فأقرت بالإقبال الضعيف للمنتخبين وعملت كما في سائر المشاكل والأزمات السابقة على تحميل المسؤولية "للإخوان" وكذلك حملت المسؤولية بشكل انقلابي على أبرز داعمي الإغتصاب العسكري "حزب النور" الذي اتهموا أفراده بالتقصير في حشن أتباعهم سعيا لإقناع المواطن البسيط وكذا المواطن العاشق لحكم العسكر بالصورة الوردية التي عملوا على رسمها له.
وسيرا على ترسيخ الطابع الديموقراطي للإنتخابات الرئاسية، قٌرِّر تمديد التصويت ليوم إضافي للرفع من نسبة الإنتخاب المخزية، وهذه المرة بالإعتماد الترهيب والتخويف فانطلق الإعلاميون على إبلاغ المواطنين بالبيان الذي أُعلِن فيه تغريم كل من لم يدلي بصوته خلال اليوم الأخير ب500 جنيه. وبشن غاراتهم الهجومية على من قاطع الإنتخابات والمطالبة بتفعيل الغرامة عليهم.
لكن ورغم كل هذا وكل الإختلالات والتجاوزات والإفتراءات الكاذبة والتخويف والترهيب، ظل الجانب السلبي في نجاح العملية الإنقلابية العسكرية بتولي السيسي للرئاسة قائما. فإن كان نجاح السيسي بنسبة ساحقة "متوقعة" فإن نسبة التصويت الضعيفة التي تراوحت بين 10% التي أعلن عنها "تحالف دعم الشرعية" و %12 حسب تقرير المرصد العربي للحقوق والحريات، ستظل راسخة رغم أن لجنة الإنتخابات تقول أن النسبة وصلت ل 48% .
بعيدا عن الأرقام والآراء المتضاربة التي تخرج من الحركات أو الجمعيات أو حتى القنوات العالمية ، يكفي لأي إنسان أن يلاحظ سير الإنتخابات أو الإستفتاء ويتساءل إن كان الإقبال قويا خلال اليومين الرسميين للتصويت ،لماذا تم اللجوء للتمديد ليوم ثالث؟ وإن كانت الإنتخابات "حدث ديموقراطي" لماذا تم التهديد بإقرار غرامة على مقاطعي الإنتخابات؟ وكيف تكون ديموقراطية ومنافسة نزيهة شريفة والنتيجة تؤول لفوز طرف على آخر بنسبة تفوق 90 % ؟ إن كانت كذلك فهذا يعني أن كل الإنتخابات التي مرت في عهد مبارك قمة في الديموقراطية.. وأيضا كيف تكون الإنتخابات شرعية وديموقراطية وقد شهد طوابيرها حضور النساء بأغلبية سااحقة مع غياب الشباب عماد المجتمع؟
قد يكون السيسي تمكن من تحقيق هدفه ،لكن ما أقدم عليه الشعب المصري خاصة الشباب عماد المجتمع بمقاطعة الإنتخابات بشكل كبير يستحق كل الإحترام والتقدير. لأن التاريخ الذي سيحتفظ به الأحرار سيشهد أن العسكري السيسي فاز بكرسي الرئاسة بأصوات باطلة إضافة لأصوات القلة القليلة من عاشقي العسكر الذين تشكلت أغلبيتهم من النساء. اللائي كن من يملأن الشاشات ويشغلن الفيديوات لأي احتفال وأي مظاهرة مؤيدة للسيسي أو تحتفل به، ليتميز عن غيره بتشكل مؤيديه منذ الإنقلاب وحتى توشحه للرئاسة من النساء خاصة، ويكون بذلك رئيسا بشرعية المؤنث .


**المضمون واضح وجلي أتمنى منكم ألا تخرجوه على سياقه وشكرا

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top