جميع المواضيع

الأحد، 22 يونيو 2014




22/06/2014

كما في مقالي السابق، أذكر دائما أن الخطاب موجه لإخواني وأصدقائي وجيراني المواطنين البسطاء الذين كلما ذهبوا لمؤسسة عمومية لقضاء حوائجهم -منها المستشفيات- إلا وأحسوا بالإضطهاد و"الحكرة"...

خطر خوصصة التكوين الصحي سيكون بمثابة وأد ما تبقى من جودة بالقطاع الصحي العمومي، مما سيعرض صحة المواطن دائما للخطر وإن كان في حضن المستشفيات والمراكز الصحية..

الحكومة حسب بعض الأخبار منحت مستشفى "الشيخ زايد" رخصة التكوين الطبي ،بمعنى آخر أن هذا المستشفى الضخم والغير عمومي مُنِح الحق في إقامة كلية أو مؤسسة تابعة له تتخصص في تكوين الأطباء، وبالتالي سيكون لدينا عن قريب كلية طب خاصة.
وكغيرها من المؤسسسات الخصوصية يظل معيارها الأبرز هو الكفاءة والقدرة المادية قبل الكفاءة الدراسية.والمشكل الكبير لا يندرج ضمن هذه النقطة، فالخطر المحدق بصحة المواطن بسبب هذا المشروع يتجلى في نقاط متعددة أبرزها:

أولا كما في التعليم فإن هذه الكلية الخاصة ستستورد أطرها المكونة وأساتذتها من الكلية العمومية.وإذا كان أساتذة ومدرسو المؤسسات التعليمية والتكوينية في المجالات الأخرى يزالون عملهم في القطاع الخاص مع استمرارهم في القطاع العام،فإن هذه الحالة تختلف في مشروع كلية الطب الخاصة لأن هذه الأخيرة ستجلب أطرنا من الكلية العمومية بشكل قطعي أي سينتقلون للعمل بشكل حصري لديهم ، مما سيؤدي لإفراغ الكلية العمومية من "البروفيسورات" الكبار ذوي الخبرة والتجربة المكوينين لأطباء الغد نظرا للأجر الضخم الذي سيتقاضونه بالكلية الخاصة إضافة لظروف العمل والإمكانيات التي ستتاح لهم بها بالمقارنة مع ما تقاضوه وتوفروا عليهم بالقطاع العمومي المزري.

ثانيا ،لما سيغادر أبرز الأساتذة المجربين الكلية والمستشفى العمومين، سيضعف تكوين أطباء الغد داخلهما حين يتم توكيل مهام التكوين لأساتذة شباب دون خبرة أو حنكة مما سيسبب الكثير من العبث والأخطاء والفوضى في تكوين الأطباء المستقبليين..

ثالثا وارتباطا بالنقطة الأخيرة، فإنه حسب بعض ما تناقل لمسامعنا أن طلاب الطب "الخاص" سينضمون ويتزاحمون لطلاب الكلية "الشعب" خلال التكوين التطبيقي بالمركز الإستشفائي الجامعي. وإن تحقق هذا فإنه سيمنحهم أفضلية أكبر على طلبة طب الشعب، فإضافة لتوفرهم على تكوين نظري رفيع من طرف الأساتذة المحنكين المستوردين ، سيحظون بتكوين تطبيقي ممتاز من خلال مرضى الشعب الكثر الذين يتوافدون للمستشفى العمومي لا الخاص.
في المقابل وإلى جانب التكوين النظري الضعيف الذي سيناله طلبة الشعب سيعانون أيضا من الإكتظاظ خلال الدروس التطبيقية بالمستشفى نظرا لتوافد "طلبة طب الخاص".

قبل الختام أود الإشارة باختصار إلى نقطة مهمة ،تلك المتعلقة برحيل الأساتذة والأطباء نحو المؤسسات الصحية الخاصة بشكل قطعي في حالة تلقيهم لعروض مغرية والذي يعتبر حقا مشروعا لهم . وتصحيحا للموقف والمعتقد المغلوط لدى العامة الذي يرون فيه أن الطبيب يجب أن يساعد الناس ويعيش لأجلهم فقط، ولا يتقبلون سعيه نحو تحسين دخله ومعيشته. أقول لكم كفى من لغة الصدأ هذه وكفى نفاقا فالطبيب يظل إنسان ومواطن مثلك مثله ولقد درس في حياته وكد حبا للميدان الطبي وسعي نحو عمل براتب محترم، لكن في المغرب وكما قلت سابقا ، لما يدرس كل تلك المدة وذلك الكم الهائل في الطب ويتخرج ، فإنه يتلقى صدمة الراتب الغير المتكافئ مع ما درسته والظروف المزرية التي يشتغل داخلها. بل حتى دكتوراه الطب بكل حجمها وصعوباتها لا تقاس في هذا البلد "الحكار" بالدكتوراه العادية ، أي لا تعتبر دكتوراه. دون أن أذكر لك مهزلة الأطباء العاطلين على العمل وغيرها.
أما إن كان لديك رأي آخر في سعي الطبيب هو الآخر نحو عمل بمقموات مادية ولوجستيكية أفضل، فحاسب نفسك أولا عزيزي لما تسعى أنت أيضا لتحسين راتبك ومعيشتك ولماذا لا تضحي بالمال وتعمل لأجل الناس فقط.

بخلاصة طبيب الغد سيفتقد لمكوينيه وأساتذته المجربين الذي يتقنون تلقينه أساسيات المهنة "الحساسة" بدون هفوات سواء نظريا أو تطبيقيا سينتج على طبيب عمومي بكفاءة أقل من نظيره طبيب "البريفي" الذي سيستفيد من تكوين نظري وتطبيقي عالي من خلال أساتذته المستوردين وأيضا من خلال الإمكانيات والظروف اللوجيستيكية المتاحة له.
وهكذا سنقدق المسمار الأخير في نعش الصحة لعمومية بشكل قاطع، وسنعيش ما يعيشه التعليم المغربي اليوم وبشكل أفظع. سيصبح المستشفى الخاص أحسن وأجود من نظيره العمومي ..
والمتضرر الوحيد من كل هذا هو المواطن البسيط الفقير الذي لا يقوى حتى على تغطية تكاليف العلاج بالمستشفى العمومي. لذلك فهو المعني بمشروع كليات الطب الخاصة شأنه شأن طلبة الطب بكلية الشعب !!

الخوصصة...المدمرة للدول المتخلفة...تستهدف صحة المواطن (2)




22/06/2014

كما في مقالي السابق، أذكر دائما أن الخطاب موجه لإخواني وأصدقائي وجيراني المواطنين البسطاء الذين كلما ذهبوا لمؤسسة عمومية لقضاء حوائجهم -منها المستشفيات- إلا وأحسوا بالإضطهاد و"الحكرة"...

خطر خوصصة التكوين الصحي سيكون بمثابة وأد ما تبقى من جودة بالقطاع الصحي العمومي، مما سيعرض صحة المواطن دائما للخطر وإن كان في حضن المستشفيات والمراكز الصحية..

الحكومة حسب بعض الأخبار منحت مستشفى "الشيخ زايد" رخصة التكوين الطبي ،بمعنى آخر أن هذا المستشفى الضخم والغير عمومي مُنِح الحق في إقامة كلية أو مؤسسة تابعة له تتخصص في تكوين الأطباء، وبالتالي سيكون لدينا عن قريب كلية طب خاصة.
وكغيرها من المؤسسسات الخصوصية يظل معيارها الأبرز هو الكفاءة والقدرة المادية قبل الكفاءة الدراسية.والمشكل الكبير لا يندرج ضمن هذه النقطة، فالخطر المحدق بصحة المواطن بسبب هذا المشروع يتجلى في نقاط متعددة أبرزها:

أولا كما في التعليم فإن هذه الكلية الخاصة ستستورد أطرها المكونة وأساتذتها من الكلية العمومية.وإذا كان أساتذة ومدرسو المؤسسات التعليمية والتكوينية في المجالات الأخرى يزالون عملهم في القطاع الخاص مع استمرارهم في القطاع العام،فإن هذه الحالة تختلف في مشروع كلية الطب الخاصة لأن هذه الأخيرة ستجلب أطرنا من الكلية العمومية بشكل قطعي أي سينتقلون للعمل بشكل حصري لديهم ، مما سيؤدي لإفراغ الكلية العمومية من "البروفيسورات" الكبار ذوي الخبرة والتجربة المكوينين لأطباء الغد نظرا للأجر الضخم الذي سيتقاضونه بالكلية الخاصة إضافة لظروف العمل والإمكانيات التي ستتاح لهم بها بالمقارنة مع ما تقاضوه وتوفروا عليهم بالقطاع العمومي المزري.

ثانيا ،لما سيغادر أبرز الأساتذة المجربين الكلية والمستشفى العمومين، سيضعف تكوين أطباء الغد داخلهما حين يتم توكيل مهام التكوين لأساتذة شباب دون خبرة أو حنكة مما سيسبب الكثير من العبث والأخطاء والفوضى في تكوين الأطباء المستقبليين..

ثالثا وارتباطا بالنقطة الأخيرة، فإنه حسب بعض ما تناقل لمسامعنا أن طلاب الطب "الخاص" سينضمون ويتزاحمون لطلاب الكلية "الشعب" خلال التكوين التطبيقي بالمركز الإستشفائي الجامعي. وإن تحقق هذا فإنه سيمنحهم أفضلية أكبر على طلبة طب الشعب، فإضافة لتوفرهم على تكوين نظري رفيع من طرف الأساتذة المحنكين المستوردين ، سيحظون بتكوين تطبيقي ممتاز من خلال مرضى الشعب الكثر الذين يتوافدون للمستشفى العمومي لا الخاص.
في المقابل وإلى جانب التكوين النظري الضعيف الذي سيناله طلبة الشعب سيعانون أيضا من الإكتظاظ خلال الدروس التطبيقية بالمستشفى نظرا لتوافد "طلبة طب الخاص".

قبل الختام أود الإشارة باختصار إلى نقطة مهمة ،تلك المتعلقة برحيل الأساتذة والأطباء نحو المؤسسات الصحية الخاصة بشكل قطعي في حالة تلقيهم لعروض مغرية والذي يعتبر حقا مشروعا لهم . وتصحيحا للموقف والمعتقد المغلوط لدى العامة الذي يرون فيه أن الطبيب يجب أن يساعد الناس ويعيش لأجلهم فقط، ولا يتقبلون سعيه نحو تحسين دخله ومعيشته. أقول لكم كفى من لغة الصدأ هذه وكفى نفاقا فالطبيب يظل إنسان ومواطن مثلك مثله ولقد درس في حياته وكد حبا للميدان الطبي وسعي نحو عمل براتب محترم، لكن في المغرب وكما قلت سابقا ، لما يدرس كل تلك المدة وذلك الكم الهائل في الطب ويتخرج ، فإنه يتلقى صدمة الراتب الغير المتكافئ مع ما درسته والظروف المزرية التي يشتغل داخلها. بل حتى دكتوراه الطب بكل حجمها وصعوباتها لا تقاس في هذا البلد "الحكار" بالدكتوراه العادية ، أي لا تعتبر دكتوراه. دون أن أذكر لك مهزلة الأطباء العاطلين على العمل وغيرها.
أما إن كان لديك رأي آخر في سعي الطبيب هو الآخر نحو عمل بمقموات مادية ولوجستيكية أفضل، فحاسب نفسك أولا عزيزي لما تسعى أنت أيضا لتحسين راتبك ومعيشتك ولماذا لا تضحي بالمال وتعمل لأجل الناس فقط.

بخلاصة طبيب الغد سيفتقد لمكوينيه وأساتذته المجربين الذي يتقنون تلقينه أساسيات المهنة "الحساسة" بدون هفوات سواء نظريا أو تطبيقيا سينتج على طبيب عمومي بكفاءة أقل من نظيره طبيب "البريفي" الذي سيستفيد من تكوين نظري وتطبيقي عالي من خلال أساتذته المستوردين وأيضا من خلال الإمكانيات والظروف اللوجيستيكية المتاحة له.
وهكذا سنقدق المسمار الأخير في نعش الصحة لعمومية بشكل قاطع، وسنعيش ما يعيشه التعليم المغربي اليوم وبشكل أفظع. سيصبح المستشفى الخاص أحسن وأجود من نظيره العمومي ..
والمتضرر الوحيد من كل هذا هو المواطن البسيط الفقير الذي لا يقوى حتى على تغطية تكاليف العلاج بالمستشفى العمومي. لذلك فهو المعني بمشروع كليات الطب الخاصة شأنه شأن طلبة الطب بكلية الشعب !!

نشر في : الأحد, يونيو 22, 2014 |  من طرف Unknown

0 commentaires:

الجمعة، 20 يونيو 2014




20/06/2014

دائما ما احترمت وأحترم جميع المواقف والآراء التتي ترمي لإزالة نظرة الشؤم لدي إزاء وضع هذا البلد الجميل..أو تهدف لزرع بعض من التفاؤل والأمل أو بالأحرى بعض الإيجابية بخلفيتي التي تُعتبر لدى الأغلب قاتمة وسلبية وعنيفة ..
لكن أعزائي ما أحكيه دائما سوى ما نعيشه خاصة في مثل محيطي الشعبي البسيط الذي أحمد الله سبحانه وتعالى على خلقي داخل وترعرعي بين معمريه...لذلك وكتوضيح عام فإن كل ما عبرت عنه ودونت حوله سابقا لم يكن اعتمادا على تقرير إخباريي شاهدته أو خبر عاجل التقطته مساعي بل العكس كل ذلك كان انطلاقا من قربي من واقع الشعب المغربي الأليم...الذي لاطالما اعتبرته وأعتبره مساهم ومسؤول على تدهور الوضع الحالي من جهته هو الآخر..

بدون إفاضة أكثر في التقديم ، ما أود الحديث عنه اليوم يندرج ضمن ما تدثت عنه دائما: المشاكل والعاهات التي تتفاقم بمجتمعنا والمواطن البسيط لا يعيرها أدنى اهتمام..فنحن بلد بدون أساس ويدعي التطور والتقدم للأمام...تعليم ضعيف وهش وصحة متدهورة ومشردة.. القطاعين الحيوين المحددين لنماء وتطور أي أمة ،لم يشهدا المعانات والمشاكل...واليوم ورغم وضعيتهما تلك إلا أنهما القائمين على هذا البلد لم يكفيهما ذلك بل زادوا الوضع سوءُ...خاصة عبر الخوصصة، الخطر الذي نهش جسد التعليم ويدق أبواب القطاع الصحي ..
تذكيرا لقولي الأول أود من كلامي هذا أن يقرأه أبناء الشعب البسيط جدا. لكن قبل الخوض في معضلة الصحة القادمة أود تصحيح بعض المواقف والمعتقدات التي يؤمن بها العامة ...

أولا أخي المواطن البسيط مكررا لما قلته تذكر دائما أن نماء أي بلد أو أمة يُحدد برقي قطاعين أساسين: الصحة والتعليم...
ثانيا هذين القطاعين يجب أن يتطورا في مؤسستيهما العمومية لا الخاصة...لأننا ولو وصلنا بمؤسستنا الخصوصية من مدارس أو "كلينيكات" للعالمية فإننا معيار قياس كينونتنا سيظل رهينا بوضع المستشفى العمومي الفقير والمدرسة العمومية المكتظة
ثالثا مما سبق إذا وجدت دولة أو حكومة قطاعها الخاص أصبح يشكل الأمان والضمان لدى جميع المواطنين مقارنة بالقطاع العام ..فاعلم أنك في بلد لا شيء ..
رابعا اعلم أخي العزيز أن عند سماعك لمهنة "طبيب" لا تتذكر الرخاء والرفاهية التي يربطونها بهذه المهنة في الأفلام والمسلسلات أو وثائقيات تخص دول أجنبية...(في المسشفيات العمومية طبعا).
خامسا من قاده القدر يوما للمستشفى يكون قد شهد حقيقة في أي بلد يوجد..حين يرى بالمستجلات مثلا مصابين بإصابات متفاوتة الخطورة لا يجدون غير الأرض أسرة لهم..
سادسا اعلم أن الطبيب بالمغرب في القطاع العام طبعا ، يفني عمره في الدراسة لسنوات وفي الأخير ينال أجرا يحتقره ويولد بداخله الإحساس "بالحكرة" مقارنة بالسنوات المضنية والمليئة التي اعتكف خلالها ..وهو ما يُجبره للإشتغال بالقطاع الخاص .. بل حتى ظروف العمل تولد لديك الحقد والغضب لا سيما وأنت تسمع ملايير يعجز اللسان على نطقها تصرف على المهرجانات الموسيقية...
سابعا اعلم أخي أنه كل ما يتعلق بأداء الواجبات المالية بالمستشفى لا علاقة للطبيب بها وإن أردت التذمر وإفراغ سخطك حولها اذهب عزيزي لوزارة الصحة والمالية ولما لا البرلمان ...وأن الطبيب يظل مسؤولا عن عمله وعن طريقته الإنسانية في معاملتك لا غير..
ثامنا اعلم أن كل ما قلته لك هو بشكل عام وشامل ، وهذا يعني أنه من جهة أخرى يظل الطبيب إنسانا منه الصالح كما الطالح ..

بعد تصحيح هذه المفاهيم سنتطرق في موضوع قادم لشرح خطر الخوصصة على صحة المواطن الذي ليس له من غير المستشفى العمومي ملجأ للتتداوي، وكيف ستدمر خصوصة التكوين الطبي الكفاءة بالمستشفى العمومي وأيضا وجوب خروج المواطن الدفاع عن حقه في نيل تطبيب بجودة حسنة إن أراد أن يحافظ على سلامته وسلامة نسله.

الخوصصة...المدمرة للدول المتخلفة...تستهدف صحة المواطن (1)




20/06/2014

دائما ما احترمت وأحترم جميع المواقف والآراء التتي ترمي لإزالة نظرة الشؤم لدي إزاء وضع هذا البلد الجميل..أو تهدف لزرع بعض من التفاؤل والأمل أو بالأحرى بعض الإيجابية بخلفيتي التي تُعتبر لدى الأغلب قاتمة وسلبية وعنيفة ..
لكن أعزائي ما أحكيه دائما سوى ما نعيشه خاصة في مثل محيطي الشعبي البسيط الذي أحمد الله سبحانه وتعالى على خلقي داخل وترعرعي بين معمريه...لذلك وكتوضيح عام فإن كل ما عبرت عنه ودونت حوله سابقا لم يكن اعتمادا على تقرير إخباريي شاهدته أو خبر عاجل التقطته مساعي بل العكس كل ذلك كان انطلاقا من قربي من واقع الشعب المغربي الأليم...الذي لاطالما اعتبرته وأعتبره مساهم ومسؤول على تدهور الوضع الحالي من جهته هو الآخر..

بدون إفاضة أكثر في التقديم ، ما أود الحديث عنه اليوم يندرج ضمن ما تدثت عنه دائما: المشاكل والعاهات التي تتفاقم بمجتمعنا والمواطن البسيط لا يعيرها أدنى اهتمام..فنحن بلد بدون أساس ويدعي التطور والتقدم للأمام...تعليم ضعيف وهش وصحة متدهورة ومشردة.. القطاعين الحيوين المحددين لنماء وتطور أي أمة ،لم يشهدا المعانات والمشاكل...واليوم ورغم وضعيتهما تلك إلا أنهما القائمين على هذا البلد لم يكفيهما ذلك بل زادوا الوضع سوءُ...خاصة عبر الخوصصة، الخطر الذي نهش جسد التعليم ويدق أبواب القطاع الصحي ..
تذكيرا لقولي الأول أود من كلامي هذا أن يقرأه أبناء الشعب البسيط جدا. لكن قبل الخوض في معضلة الصحة القادمة أود تصحيح بعض المواقف والمعتقدات التي يؤمن بها العامة ...

أولا أخي المواطن البسيط مكررا لما قلته تذكر دائما أن نماء أي بلد أو أمة يُحدد برقي قطاعين أساسين: الصحة والتعليم...
ثانيا هذين القطاعين يجب أن يتطورا في مؤسستيهما العمومية لا الخاصة...لأننا ولو وصلنا بمؤسستنا الخصوصية من مدارس أو "كلينيكات" للعالمية فإننا معيار قياس كينونتنا سيظل رهينا بوضع المستشفى العمومي الفقير والمدرسة العمومية المكتظة
ثالثا مما سبق إذا وجدت دولة أو حكومة قطاعها الخاص أصبح يشكل الأمان والضمان لدى جميع المواطنين مقارنة بالقطاع العام ..فاعلم أنك في بلد لا شيء ..
رابعا اعلم أخي العزيز أن عند سماعك لمهنة "طبيب" لا تتذكر الرخاء والرفاهية التي يربطونها بهذه المهنة في الأفلام والمسلسلات أو وثائقيات تخص دول أجنبية...(في المسشفيات العمومية طبعا).
خامسا من قاده القدر يوما للمستشفى يكون قد شهد حقيقة في أي بلد يوجد..حين يرى بالمستجلات مثلا مصابين بإصابات متفاوتة الخطورة لا يجدون غير الأرض أسرة لهم..
سادسا اعلم أن الطبيب بالمغرب في القطاع العام طبعا ، يفني عمره في الدراسة لسنوات وفي الأخير ينال أجرا يحتقره ويولد بداخله الإحساس "بالحكرة" مقارنة بالسنوات المضنية والمليئة التي اعتكف خلالها ..وهو ما يُجبره للإشتغال بالقطاع الخاص .. بل حتى ظروف العمل تولد لديك الحقد والغضب لا سيما وأنت تسمع ملايير يعجز اللسان على نطقها تصرف على المهرجانات الموسيقية...
سابعا اعلم أخي أنه كل ما يتعلق بأداء الواجبات المالية بالمستشفى لا علاقة للطبيب بها وإن أردت التذمر وإفراغ سخطك حولها اذهب عزيزي لوزارة الصحة والمالية ولما لا البرلمان ...وأن الطبيب يظل مسؤولا عن عمله وعن طريقته الإنسانية في معاملتك لا غير..
ثامنا اعلم أن كل ما قلته لك هو بشكل عام وشامل ، وهذا يعني أنه من جهة أخرى يظل الطبيب إنسانا منه الصالح كما الطالح ..

بعد تصحيح هذه المفاهيم سنتطرق في موضوع قادم لشرح خطر الخوصصة على صحة المواطن الذي ليس له من غير المستشفى العمومي ملجأ للتتداوي، وكيف ستدمر خصوصة التكوين الطبي الكفاءة بالمستشفى العمومي وأيضا وجوب خروج المواطن الدفاع عن حقه في نيل تطبيب بجودة حسنة إن أراد أن يحافظ على سلامته وسلامة نسله.

نشر في : الجمعة, يونيو 20, 2014 |  من طرف Unknown

0 commentaires:

الأربعاء، 4 يونيو 2014




4 يونيو 2014

لا يحتاج أي عاقل ملاحظ بعد الآن للقصص والروايات التاريخية ،التي تتحدث حول الأنظمة الفاسدة والإنقلابية المسبدة وأيضا حول عمل الصحافة العميلة التي تشكل أهم سلاح لهاته الأنظمة لتحقيق أهدافها. وأنت تعيش بزمن تسمع وترى فيه كل ما يروى في تلك القصص يحدث حقيقة في مصر.
تم المخطط الأولي بنجاح، خرجت حشود من الأجساد لا تجد من يظهر فيهم سوى "النساء" يرقصن بالأعلام على أنغام ، طبعا "تسلم الأيادي"،وفاز السيسي بمنصب الرئاسة إثر "استفتاء" وليس انتخابات بما أن صاحب الكرسي كان معلوما منذ الإنقلاب العسكري ل30 يونيو ،وكان يباشر مهامه الرئيسية من خلال دمية رمزية على كرسي الرئاسة لأنه كان يعتمر الزي العسكري آنذاك.واليوم أكد هذا "الإستفتاء" بشكل رسمي أن السيسي رئيسا لجمهورية مصر.
وطبعا وبما أن كل من له عقل يفكر به ومنطق يتوسل به في تحليل ومناقشة أفكاره،يعلم يقينا أن ما حدث في مصر انقلابا ومجزرة واستبداد،وأن الصحافة والقنوات المصرية العميلة تعتمد على أي شيء يدعم مواقفها ولو كان عبارة عن قصص خيالية وخرافية أو افتراءات كاذبة. يكون قد شهد ما حدث في الإنتخابات -أو بالأحرى"الإستفتاء"- من مهازل وتجاوزات سأذكر منها الأبرز وهي المشاركة الضعييييقة جدا للمتخِبين
فحسب الإعلاميين المصريين المؤثتين للشاشات المصرية الذين كدوا واجتهدوا لتحرير مصر من الحرية وإعادتها لنظامها العسكري الذي حكمها لعقود، فإن هاته الإنتخابات شأنها شأن تنحية الرئيس مرسي من منصبه وإعلان السيسي ترشحه للرئاسة ، حدث تاريخي كبير سينحث في تاريخ مصر من ذهب، وأنها ستكون انتخابات "ديموقراطية " تاريخية بامتياز... كيف لا تكون كذلك وهي تضم صراع "شبه ثنائي" بين المرشح المختار عبد الفتاح السيسي ومرشح ثان حمدين الصباحي وٌضِع لمنح الإنتخابات الطابع "الديموقراطي". عكس الإنتخابات التي عقبت ثورة 25 يناير "الغير ديموقراطية" والتي ضمت تنافسا بين حوالي 13 مرشحا ومشاركة شعبية واسعة أرهقت كل من تكلف بتنظيمها.
ورغم محاولة هؤلاء الإعلاميين شحن المواطنين ودفعهم للحضور والإنتخاب، إلا أن العدد والإقبال خلال يومي الإنتخاب المقررين كانا ضئيلين وصادمين تميزا بحضور لافت للنساء وغياب شبه تام للشباب، مما دفع بعض القنوات المصرية العميلة للإفتراء والكذب حول مدى إقبال المصريين وأعدادهم، أما أخرى فأقرت بالإقبال الضعيف للمنتخبين وعملت كما في سائر المشاكل والأزمات السابقة على تحميل المسؤولية "للإخوان" وكذلك حملت المسؤولية بشكل انقلابي على أبرز داعمي الإغتصاب العسكري "حزب النور" الذي اتهموا أفراده بالتقصير في حشن أتباعهم سعيا لإقناع المواطن البسيط وكذا المواطن العاشق لحكم العسكر بالصورة الوردية التي عملوا على رسمها له.
وسيرا على ترسيخ الطابع الديموقراطي للإنتخابات الرئاسية، قٌرِّر تمديد التصويت ليوم إضافي للرفع من نسبة الإنتخاب المخزية، وهذه المرة بالإعتماد الترهيب والتخويف فانطلق الإعلاميون على إبلاغ المواطنين بالبيان الذي أُعلِن فيه تغريم كل من لم يدلي بصوته خلال اليوم الأخير ب500 جنيه. وبشن غاراتهم الهجومية على من قاطع الإنتخابات والمطالبة بتفعيل الغرامة عليهم.
لكن ورغم كل هذا وكل الإختلالات والتجاوزات والإفتراءات الكاذبة والتخويف والترهيب، ظل الجانب السلبي في نجاح العملية الإنقلابية العسكرية بتولي السيسي للرئاسة قائما. فإن كان نجاح السيسي بنسبة ساحقة "متوقعة" فإن نسبة التصويت الضعيفة التي تراوحت بين 10% التي أعلن عنها "تحالف دعم الشرعية" و %12 حسب تقرير المرصد العربي للحقوق والحريات، ستظل راسخة رغم أن لجنة الإنتخابات تقول أن النسبة وصلت ل 48% .
بعيدا عن الأرقام والآراء المتضاربة التي تخرج من الحركات أو الجمعيات أو حتى القنوات العالمية ، يكفي لأي إنسان أن يلاحظ سير الإنتخابات أو الإستفتاء ويتساءل إن كان الإقبال قويا خلال اليومين الرسميين للتصويت ،لماذا تم اللجوء للتمديد ليوم ثالث؟ وإن كانت الإنتخابات "حدث ديموقراطي" لماذا تم التهديد بإقرار غرامة على مقاطعي الإنتخابات؟ وكيف تكون ديموقراطية ومنافسة نزيهة شريفة والنتيجة تؤول لفوز طرف على آخر بنسبة تفوق 90 % ؟ إن كانت كذلك فهذا يعني أن كل الإنتخابات التي مرت في عهد مبارك قمة في الديموقراطية.. وأيضا كيف تكون الإنتخابات شرعية وديموقراطية وقد شهد طوابيرها حضور النساء بأغلبية سااحقة مع غياب الشباب عماد المجتمع؟
قد يكون السيسي تمكن من تحقيق هدفه ،لكن ما أقدم عليه الشعب المصري خاصة الشباب عماد المجتمع بمقاطعة الإنتخابات بشكل كبير يستحق كل الإحترام والتقدير. لأن التاريخ الذي سيحتفظ به الأحرار سيشهد أن العسكري السيسي فاز بكرسي الرئاسة بأصوات باطلة إضافة لأصوات القلة القليلة من عاشقي العسكر الذين تشكلت أغلبيتهم من النساء. اللائي كن من يملأن الشاشات ويشغلن الفيديوات لأي احتفال وأي مظاهرة مؤيدة للسيسي أو تحتفل به، ليتميز عن غيره بتشكل مؤيديه منذ الإنقلاب وحتى توشحه للرئاسة من النساء خاصة، ويكون بذلك رئيسا بشرعية المؤنث .


**المضمون واضح وجلي أتمنى منكم ألا تخرجوه على سياقه وشكرا

رئيس بشرعية المؤنث




4 يونيو 2014

لا يحتاج أي عاقل ملاحظ بعد الآن للقصص والروايات التاريخية ،التي تتحدث حول الأنظمة الفاسدة والإنقلابية المسبدة وأيضا حول عمل الصحافة العميلة التي تشكل أهم سلاح لهاته الأنظمة لتحقيق أهدافها. وأنت تعيش بزمن تسمع وترى فيه كل ما يروى في تلك القصص يحدث حقيقة في مصر.
تم المخطط الأولي بنجاح، خرجت حشود من الأجساد لا تجد من يظهر فيهم سوى "النساء" يرقصن بالأعلام على أنغام ، طبعا "تسلم الأيادي"،وفاز السيسي بمنصب الرئاسة إثر "استفتاء" وليس انتخابات بما أن صاحب الكرسي كان معلوما منذ الإنقلاب العسكري ل30 يونيو ،وكان يباشر مهامه الرئيسية من خلال دمية رمزية على كرسي الرئاسة لأنه كان يعتمر الزي العسكري آنذاك.واليوم أكد هذا "الإستفتاء" بشكل رسمي أن السيسي رئيسا لجمهورية مصر.
وطبعا وبما أن كل من له عقل يفكر به ومنطق يتوسل به في تحليل ومناقشة أفكاره،يعلم يقينا أن ما حدث في مصر انقلابا ومجزرة واستبداد،وأن الصحافة والقنوات المصرية العميلة تعتمد على أي شيء يدعم مواقفها ولو كان عبارة عن قصص خيالية وخرافية أو افتراءات كاذبة. يكون قد شهد ما حدث في الإنتخابات -أو بالأحرى"الإستفتاء"- من مهازل وتجاوزات سأذكر منها الأبرز وهي المشاركة الضعييييقة جدا للمتخِبين
فحسب الإعلاميين المصريين المؤثتين للشاشات المصرية الذين كدوا واجتهدوا لتحرير مصر من الحرية وإعادتها لنظامها العسكري الذي حكمها لعقود، فإن هاته الإنتخابات شأنها شأن تنحية الرئيس مرسي من منصبه وإعلان السيسي ترشحه للرئاسة ، حدث تاريخي كبير سينحث في تاريخ مصر من ذهب، وأنها ستكون انتخابات "ديموقراطية " تاريخية بامتياز... كيف لا تكون كذلك وهي تضم صراع "شبه ثنائي" بين المرشح المختار عبد الفتاح السيسي ومرشح ثان حمدين الصباحي وٌضِع لمنح الإنتخابات الطابع "الديموقراطي". عكس الإنتخابات التي عقبت ثورة 25 يناير "الغير ديموقراطية" والتي ضمت تنافسا بين حوالي 13 مرشحا ومشاركة شعبية واسعة أرهقت كل من تكلف بتنظيمها.
ورغم محاولة هؤلاء الإعلاميين شحن المواطنين ودفعهم للحضور والإنتخاب، إلا أن العدد والإقبال خلال يومي الإنتخاب المقررين كانا ضئيلين وصادمين تميزا بحضور لافت للنساء وغياب شبه تام للشباب، مما دفع بعض القنوات المصرية العميلة للإفتراء والكذب حول مدى إقبال المصريين وأعدادهم، أما أخرى فأقرت بالإقبال الضعيف للمنتخبين وعملت كما في سائر المشاكل والأزمات السابقة على تحميل المسؤولية "للإخوان" وكذلك حملت المسؤولية بشكل انقلابي على أبرز داعمي الإغتصاب العسكري "حزب النور" الذي اتهموا أفراده بالتقصير في حشن أتباعهم سعيا لإقناع المواطن البسيط وكذا المواطن العاشق لحكم العسكر بالصورة الوردية التي عملوا على رسمها له.
وسيرا على ترسيخ الطابع الديموقراطي للإنتخابات الرئاسية، قٌرِّر تمديد التصويت ليوم إضافي للرفع من نسبة الإنتخاب المخزية، وهذه المرة بالإعتماد الترهيب والتخويف فانطلق الإعلاميون على إبلاغ المواطنين بالبيان الذي أُعلِن فيه تغريم كل من لم يدلي بصوته خلال اليوم الأخير ب500 جنيه. وبشن غاراتهم الهجومية على من قاطع الإنتخابات والمطالبة بتفعيل الغرامة عليهم.
لكن ورغم كل هذا وكل الإختلالات والتجاوزات والإفتراءات الكاذبة والتخويف والترهيب، ظل الجانب السلبي في نجاح العملية الإنقلابية العسكرية بتولي السيسي للرئاسة قائما. فإن كان نجاح السيسي بنسبة ساحقة "متوقعة" فإن نسبة التصويت الضعيفة التي تراوحت بين 10% التي أعلن عنها "تحالف دعم الشرعية" و %12 حسب تقرير المرصد العربي للحقوق والحريات، ستظل راسخة رغم أن لجنة الإنتخابات تقول أن النسبة وصلت ل 48% .
بعيدا عن الأرقام والآراء المتضاربة التي تخرج من الحركات أو الجمعيات أو حتى القنوات العالمية ، يكفي لأي إنسان أن يلاحظ سير الإنتخابات أو الإستفتاء ويتساءل إن كان الإقبال قويا خلال اليومين الرسميين للتصويت ،لماذا تم اللجوء للتمديد ليوم ثالث؟ وإن كانت الإنتخابات "حدث ديموقراطي" لماذا تم التهديد بإقرار غرامة على مقاطعي الإنتخابات؟ وكيف تكون ديموقراطية ومنافسة نزيهة شريفة والنتيجة تؤول لفوز طرف على آخر بنسبة تفوق 90 % ؟ إن كانت كذلك فهذا يعني أن كل الإنتخابات التي مرت في عهد مبارك قمة في الديموقراطية.. وأيضا كيف تكون الإنتخابات شرعية وديموقراطية وقد شهد طوابيرها حضور النساء بأغلبية سااحقة مع غياب الشباب عماد المجتمع؟
قد يكون السيسي تمكن من تحقيق هدفه ،لكن ما أقدم عليه الشعب المصري خاصة الشباب عماد المجتمع بمقاطعة الإنتخابات بشكل كبير يستحق كل الإحترام والتقدير. لأن التاريخ الذي سيحتفظ به الأحرار سيشهد أن العسكري السيسي فاز بكرسي الرئاسة بأصوات باطلة إضافة لأصوات القلة القليلة من عاشقي العسكر الذين تشكلت أغلبيتهم من النساء. اللائي كن من يملأن الشاشات ويشغلن الفيديوات لأي احتفال وأي مظاهرة مؤيدة للسيسي أو تحتفل به، ليتميز عن غيره بتشكل مؤيديه منذ الإنقلاب وحتى توشحه للرئاسة من النساء خاصة، ويكون بذلك رئيسا بشرعية المؤنث .


**المضمون واضح وجلي أتمنى منكم ألا تخرجوه على سياقه وشكرا

نشر في : الأربعاء, يونيو 04, 2014 |  من طرف Unknown

0 commentaires:

back to top