السبت، 14 سبتمبر 2013

اعبدوا الله عن علم !!!

نشرت من طرف : Unknown  |  في  السبت, سبتمبر 14, 2013



14/09/2013


يتقدم الزمن بسرعة وتتطور معه الحياة,,,وينقص العمر. وأصبحت المعلومة تنتشر أكثر وأسرع مما سبق بتعدد وسائل الإعلام بشتى أنواعها.فأضحى الإنسان أقرب من العلم والمعرفة أكثر من أي وقت مضى ،مما أدى إلى بروز شيء من الوعي الفكري و الثقافي و السياسي وخاصة الديني بين الناس,,,

ما يهمني الحديث عنه اليوم هو النوع الأخير –الوعي الديني-، الذي و بفضل تعدد القنوات الإسلامية في الآونة الأخيرة، وكذلك انتشار الحملات الدينية التوعوية في بلدان المسلمين، صُحِحت العديد من المعتقدات والعبادات الخاطئة التي كانت رائجة بين العامة، وتكونت لدى العديدين بعضٍ من الثقافة الدينية السليمة. وهذا يظهر جليا بالخصوص في صفوف الشباب في أيامنا الحالية، حيت أضحى كثير من الشباب على استقامة، وإدراك مهم في الجانب الديني.

لكن، وللأسف فهذا التقدم الكبير و الملحوظ في الثقافة الدينية لدى الناس،يصاحبه جهل كبيرجدا بأبسط العبادات والسلوكيات لدى الجميع شبابا كانوا أم شيوخا-مع أغلبية فئة كبار السن(من أواخر سن الشباب إلى الشيخوخة)- والأشد حزنا من هذا هو أنك تجد هذه الأخطاء في تلك الأساسيات من العبادة لدى فئة من الذين تظهر عليهم الإستقامة واتباع السنة من خلال المظهر. كأن تجد شخصا ذو لحية طويلة وشارب مقصوص وقميص دون اسبال ويجهل -هو وكثيييرون- كيفية الصلاة أو الوضوء بطريقة صحيحة ، ويرفع يديه خلال دعاء يوم الجمعة وهو ما لا يجوز، أو العديد من الأخطاء والبدع.

مثل هذه الأخطاء الساذجة والفادحة، أجد أن سببها الوحيد يتخلص في عدم عبادة الله عن علم، وإنما عن محاكاة وتلقي أعمى فقط. فالواقعون في مثل هذه الأخطاء البسيطة تجدهم يعبدون الله ويعيشون حياتهم بشكل عام دون تحري سلوكاتهم وأقوالهم إن كانت موافقة للشرع الذي يمثلونه بالمظهر أم لا،فتجدهم تلقوا أساسيات العبادة في البداية بالتطبيق مباشرة دون معرفة السبب ولا الكيفية الشرعية، مما يرسخ لديهم على طول حياتهم تلقي المعلومات الدينية كيفما كانت دون التأكد من مدى شرعيتها..فيصبح وقوهم في الشبهات والبدع كثييير ومتواتر بشدة.

لذلك أنصح نفسي وإياكم بالحرص على عبادة الله عن علم ، فالعلم يسبق العبادة ، والعبد "العالم" خير من العبد "العابد". ويجب المداومة الدقيقة على تحري سلوكياتنا بشكل عام إن كانت ترضي الله وتوافق هدي نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..وكل هذا يؤدي إلى معرفة الله معرفة حقة وعبادته بكل إخلاص وإتقان بعيدا عن الوقوع في الزلات !!

ففي السنن الأربعة ومسند الإمام أحمد، وصححه جمع من الحفاظ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .



التسميات : , , ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top