الجمعة، 14 يونيو 2013

وجهة نظر: الغش في الباك...مرآة واقع مؤلم للشباب

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الجمعة, يونيو 14, 2013



13/06/2013

ما فتئت أن أفتح حائطي الأزرق، حتى رأيت وابلا من الأخبار على جل الصفحات يخص ما حدث في أول أيام الباكلوريا، من اعتقال غشاشين إلى التهليل فرحا بالتغلب على "الوفا" و "النقل" في الإمتحانات رغما عنه ووزارته. اليوم سأتحدث من زاوية بعيدة عن استحضار سخطنا على واقع نعيشه في بلاد تسبح في مستنقع الفساد و سأكون معاتبا لنا نحن كأفراد غير موالي و منحاز لأصحاب القرار ... فاليوم هو الآخرنثبت للكون و المجرة اننا نستحق لقب أذكى شعب ،من خلال التفنن في ابتكار وسائل الغش في الإمتحانات متحدين جميع الإجراءات الأمنية و الوقائية لردعها، وللأسف مكرسين بذلك هذا العام أيضا و بشكل أفظع الضعف الخطير لمنظومة تعليمية ،والتي لشدة هزالتها نسبة مهمة من طلابها لا يقوون على مجاراة امتحاناتها سوى بالغش...


تفحصت تلك الأخبار والدم يغلي شيئا فشيئا في عروقي حسرة على حال شباب مسكين يظن أن بغشه في الباك قد حقق الإنتصار، في حين ماهو محققه بذلك سوى غشه لنفسه والكذب عليها وهذه هي الخدعة الكبيرة.أعلم أننا نعيش في بلادنا ينخرها الفساد في جل القطاعات و الإدارات، لكن لا يجب جعل هذا رادعا لاقترافنا للأخطاء، بالعكس فحبذا لو تكون رد فعلتنا أقوى من ذلك ومنافية لمرادهم، فكفانا أرجوكم لاختلاق الأعذار و التحجج بوسائل ليست في محلها.فلنكن واقعيين بعيدا عن عواطفنا فبالله عليكم هل بغش الطالب في الإمتحان في ظل تشدد المراقبة و الإجراءات، سيضرأصحاب المناصب و الإدارات؟ هل بفعله ذاك سيؤثر على راتب الوزير ومن معه في الوزارة؟ أم سيكون مساهما في محاربة اختلاس أموال الشعب؟ لا من هذا و لا من ذاك.سواء تمكن من الغش أم لا فذلك لن يضر أحدا سواه . فالمتضرر أولا وأخيرا هو الطالب المسكين المضحوك عليه في هذه البلاد.

فعلا شيء مخزي ، أصبح التحدي يتخذ شكلا خطيرا يعطي فكرة موجزة عن المستوى التعليمي لأذكى شعب في العالم، وأساسا مستواه الفكري الذي يبعث ارتياحا و اطمئنانا لنفوس رموز الفساد المحتلين للمناصب العليا والمرموقة بهذا البلاد. يطمئنون لمستقبل جيل آخر خضع لمخططاتهم القذرة بطواعية و بدون مجهود يبذل، وكرس نجاحهم في مبتغاهم الشيطاني بجعل الشعب يترنح في مستنقع التفاهات,,,أرادوا أن يكون الشعب ضعيفا تعليميا و تربويا حتى تظل مناصبهم مؤمنة لهم وتمرر لخلفهم الصاعد الذي يتلقى تكوينه في أرقى المؤسسات بداخل و خارج الوطن، وجعلوا هؤلاء الشباب اليافع المشكل لعماد المجتمع و قوامه يطمح للقمة العيش والحظي بمستوى العيش الكريم فقط لا أن يسعى ليتقلد أحسن المهن ويتحصل على أفضل المرتبات وإسقاط احتكارها من طرف ذوي النفوذ..وللأسف كان لهم ما أرادوا، و حققوا المراد بأمكر الطرق و الوسائل ،فافتقدنا شيئا فشيئا للشباب المتفاني و الطموح،الذي كان يتحدى فقره و عجزه و يكافح مجدا مجتهدا في دراسته لبلوغ سدة أرقى الوظائف وتشكيل غصة في حلق أصحاب النفوذ و الأموال..

إن هذا الإصرار على الغش و التهليل فرحا بالتفوق فيه، يعكس بالشكل الكبير المتكامل جانبا مظلما آخر لواقع شباب هم عماد مجتمع لم تسلم أي من فئاته من المشاكل المعاناة. شباب أصبح لدى أغلبهم الإهتمام بالتعليم و الدراسة من آخر اهتماماتهم، في حين تبددت طاقاته في تفاهات لا تنفعه لا في دينه ولا دنياه..


صحيح أننا سئمنا من حال شيع فيه الفساد، يُكرم فيه ذوي المال و السلطات ويُحتقر فيه أفراد الشعب المهان،لكني والله أتحدث بكل غيرة و قرحة آملا أن يتحسن الحال، وتتنور العقول و تستيقظ الأذهان من تخدير طالها لسنوات، فنحن نريد أن نرى شبابا واعيا بحقوقه كما بواجباته، يعيش حياته مسؤولا ،بين أعينه طموحا محددا يحسن به وضعه ووضع أسرته - رغم عدم توفر المناخ المناسب لذلك في بلدنا "الجميل" -.والأهم من كل هذا أن نرقى فكريا لا نخلط بين الصواب و الخطأ مهما ساءت الأحوال ،حتى و لو كان المراد أن نغش هو أن التعبير على أن الحال لا يفرق إن كان كل من في البلاد غشاش... فاللهم أصلح الأحوال يا قادر يا رحمان.

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top