الثلاثاء، 4 يونيو 2013

بكل حيادية ...

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الثلاثاء, يونيو 04, 2013

القنطرة اللاإنسانية بحي النسيم ،الدار البيضاء


03/06/2013

عندما عدت أدراجي لبيتي مثقلا بما تحمله حقيبتي، و بعد الإنتهاء من أداء صلاة الجمعة...اغتنمت لحظات دردشة مع أحد الأصدقاء تلقيت على إثرها الخبر المثير الذي شغل بال ولسان كل صغير و كبير ب"حي النسيم".. خبر تلقيته وإن كان يستوجب الذهول و الصدمة، غير أنني تلقيته بكل هدوء و "روح رياضية" ... لأنه لا يعكس سوى حال هي عليها بلادنا ...

 أناس اتفقوا على تنظيم وقفة اجتجاجية للتعبير عن رفضهم القاطع لبناء قنطرة عجيييبة جدا للسكة الحديدية بحيينا، فكما تعودنا في بلدنا الجميل و المبهر الذي نتغنى به ليلا نهارا، فهذه القنطرة لحد الآن أتساءل من صممها ؟و من صادق على إنشائها؟ و كالعادة تقدم لنا هذه المنشأة المعمارية مدى ذكائنا "المهول" ، فهذه القنطرة الحلونية يستغرق الشخص السليم ربما 10 دقائق للمرور منها .فما بالك بذوي الإحتيات الخاصة و المسنين القاطنين بالحي؟؟ إضافة إالى هذا ،فإنها بسبب هندستها ستوفر مكانا لائقا للسرقة و والإعتداءات على المواطنين خاصة المبكرين و المتأخرين في أعمالهم.؟ ...لذا فكل مطالبهم مشروعة و منطقية ...

 فباختصار و حسب روايات لأشخاص واكبوا الأحداث عين مكانها... جاءت القوات المساعدة بعدد كثيف في خضم تصاعد حدة. الإحتجاجات إلى درجة كانت خارجة عن السيناريو المتوقع لأصحاب فكرة التظاهر، فوصلت درجة الغليان إلى حد رشق رجال "الأمن" بالحجارة و القنينات الزجاجية من السطوح ،وتخريب معدات الأشغال النهائية للقنطرة الحلزونية ... والحصيلة كات إصابات في صفوف رجال الأمن ،و تخريب المعدات ، و النتيجة الأبرز المعهودة في بلدنا الديموقراطي بامتياز هي اعتقال أبرياء دون التمكن من المعتدين الفعليين... و من كل هذا نخلص للعديد من الأمور المهمة التي لا يزال الكثيرون يفضلون التغاضي عنها. وتعكس مدى الفساد الذي نعيش فيه...

للأمانة فقط ،فقد كانت هناك اعتداءات بالحجارة من طرف الأشخاص من السطوح ،لكن هذا لا يبيح اعتقال متظاهرين أبرياء لم يشاركوا لا في التخريب و لا الإعتداء،و التلفيق لهم كل تلك التهم ...لكن هذا هو المغرب فإذا كانت هناك خسائر فلااااااابد من وجود من يدفع ثمنها و لو كانوا أبرياء مظلومين (المهم مايرجعوش بلاش باش يتسماو دارو خدمتهم)...ثانيا ما هو السبب في عدم تراجع الجهة المعنية عن بناء هذه القنطرة التي لن تخدم المواطنين و إنما ستزيدهم شقاء؟؟؟ إن في إصرارهم على تطبيق مشروع القنطرة و إكماله "مسالة محيرة جدا"، لأن هذا المشروع في الأصل أُحدِث لخدمة المواطن و لمنفعته أولا و أخيرا ، لذلك كيف يمكن لعقل أن يستوعب إصرارهم على تنفيذه و المواطنون المنتفعون به يرفضونه قطعا ؟؟؟؟؟؟ و كتخمين هل يل ترى هذا الإصرار سببه "شي تخلويض في الميزانية"مثلا؟؟؟ و الله أعلم ...هذه النقطة تعكس أيضا الإستبداد و الديكتاتورية القمع و التسلط و.. و.. التي تمارس على المواطن المسكين...

من ناحية أخرى ...نتأكد مرة أخرى أننا "أذكى شعب في العالم" كما قالوا، فلنكون واقعيين و لا نميل للعاطفة فنصف ماحدث نتحمله نحن-سكان الحي- ،لأننا أولا كان أغلبيتنا يطالب بإحذاث قنطرة لممر السكة الحديدية ، بدعوى أنها تزهق الأرواح،و كأن هذه السكة لما تقطعها تثبتك في فيها حتى يأتي القطار و يمزقك أشلاء...وأضيفوا هذا التساؤل العبقري لأذهانكم الذي لم أجد له طريقة لاستيعابه "سكة حديدية تقتل المواطنين؟؟؟؟" وليس المواطنين من يبخسون أرواحهم و يصرون على قطع السكة رغم أنهم يروا أن القطار يدنوا من الممر السككي و جرس إنذار قدومه يطنطن فوق رؤوسهم منذ دقائق....

ثانيا نرى حقيقة سير عمل المجتمع المدني-المتمثل في الجمعيات- في بلدنا العزيز ،حيث إن كان المواطنون قد طالبوا من خلال هذه الجمعيات عن حقهم في الحصول على قنطرة تقيهم من الحوادث القطار الزاهقة للعديد من الأرواح، فهل يمكن أنهم لم يطلعوا على مخطط البنية الهندسية سلفا؟؟؟ البنية الهندسية العبقرية؟؟ لأنهم لم ينطلقوا في رفضهم للقنطرة حتى شُرِع في بناؤها و اتضحت معالمها... و هاهو تساؤل لم نجد له جوبا أو تفسير :هل اطلعت الجمعيات و أطلعوا المواطنين معهم بمخطط بنية القنطرة قبل الشروع في بنائها أم لا ؟؟؟ أم أن هناك "تخلويض" آخر ؟؟؟؟؟......

ثالثا نرى مدى رقي مستوانا الحضاري جداااا المعبر عنه خلال تظاهراتنا السلمية جدا من خلال لجوئنا السريع جدا للعنف ضد رجال الأمن ، من طرف شباب يعكس صورة لحال نسبة مهمة من الفئة العمرية التي تشكل عماد مجتمعنا، حال يعمه يصف كيفية تعبير هذه الفئة عن كفاءاتها الفكرية و البدنية ..وكان نتيجة ها التصرف الهمجي هو تدخل عنيف لقوات الأمن اتجاه الأبرياء فقط و اعتقال بعض منهم،لأن الجانين المسببين للفوضى كانوا في السطوح المظلمة،مما حعل القبض عليهم مستحيلا لامتلاكهم للوقت الكافي للفرار....

المفجع في كل هذه الأحداث هو تحميل كل الخسائر لمجموعة قليلة من أبرياء بينهم شباب في مقتبل العمر و أرباب أسر لا زالت في طور البناء ...و كما سمعت اليوم أكثر من مرة من همسات المطلعين على الأخبار، سيكون صعبا تبرئة العديد منهم خاصة و أنهم اعتقلوا من ضمن الجمهور المحتج،حيث ولو لم يفعلوا أي شيء -و نظرا لعدم التمكن من المعتدين و المخربين الحقيقيين-فإن التهم ستلفق لهم (وهذا ليس بالشيء الغريب، فلا تحسبوا أنفسكم تعيشون داخل أحد البلدان المتقدمة ..فنحن في المغرب)وسيكرس الوضع المخزي الذي يعم البلاد .....فنسأل الله تعالى الملك، العدل أن يطلق سراحهم خاااصة المظلومين منهم لأنهم ليس لهم سواااك يا رب
 

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top