الجمعة، 31 يناير 2014

نحو"مسار" ثابت لمنافسة فنلندا

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الجمعة, يناير 31, 2014



31/01/2014

يسيرون في حشود بحقائبهم "الهزيلة" علما ومعرفة، الفرحة تملأ محياهم لأنهم ببساطة سيذهبون للصراخ والعويل نحو المطالبة بشيء لا ولم يفهمه أي تلميذ أو ولي أمر منهم ...
متجهين نحو النيابات والأكادميات للتظاهر والإحتجاج رافعين شعارات المطالبة بإسقاطه ...إسقاط برنامج مسار الذي اشتهر بسرعة فاقت سرعة انتشار "التبركيكة"

سمعت أن هناك ضجة حول برنامج أحدثته وزارة "التربية" ،لكني لم أتوقع بأن الإحتجاجات بذلك الكم والحدة ...تريث في الحديث حول "مسار" حتى بحثت واطلعت على ما هو هذا البرنامج وأهدافه؟ وماهي نقطه المثيرة للجدل والمستفزة "للتلاميذ الشغوفين بالعلم والمعرفة"؟

بداية سأطلعكم على الأسباب التي كانت وراء "اعصار" الإحتجاجات الذي ضرب جميع أرجاء المملكة ..قالوا أن "مسار" سيُؤثر سلبا في طريقة التنقيط ..وقالوا أن هذه الأخيرة بوضعها على موقع إلكتروني سيكون من السهل تزويرها ...وطبعا وخلال أي "زوبعة" تجد فئة معارضة من نوع خاص تأتي لك ببراهين وحجج من خارج سرب النقاش ،وقال أصحايها أن سبب رفضهم لبرنامج مسار هو "ضعف المنظومة التربوية" وأن "الإمتحان الجهوي لا جدوى منه" وأن "الأساتذة يتأخرون ويتكاسلون في عملهم في القطاع العمومي ..وغيرها من الحجج والدوافع "العبقرية المبكية والمضحكة في آن واحد"

قبل وأثناء إطلاعي البسيط، كنت مؤمنا أن شدة حماسة انتفاضة أولئك "التلاميذ الغيورين على التحصيل العلمي" ستكون مبثقة من دوافع  غير مقنعة أو غير مرتبطة بالموضوع..وللأسف خاب ظني ووجدت ما توقعت ..

وصعقت حين وجدت أن برنامج "مسار" كما صرحت به الوزارة في مذكرتها وكما صرح به جميع ممثليها..هو برنامج "يدخل بباب إدماج التكنولوجيات الحديثة بميدان التدبير المدرسي" وأنه يهدف لإنجاز منظومة معلوماتية لتدبير كل مؤسسة على حدة بإحداث قاعدة معطيات التلاميذ و التتبع الفردي الخاص بهم و تدبير الزمن المدرسي ..
وستمكن هذه المنظومة الآباء والأمهات، من خلال ولوج البوابات الإلكترونية للمؤسسات التعليمية، من" معرفة مواعد فروض المراقبة المستمرة واستعمالات الزمن الخاصة بأبنائهم ، وكذا الحصول على النتائج الدراسية لبناتهم ولأبنائهم وتتبع تحصيلهم الدراسي في أفق تحسين أدائهم".

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أن استعمال هذه المنظومة لن يكون له أي تأثير على النتائج المحصل عليها عكس ما يجري تداوله والترويج له من شائعات في صفوف المتعلمين والمتعلمات

بصيغة أخرى، مسألة التنقيط ستصبح أكثر مصداقية وشفافية ..بكل بساطة لأن التلميذ سينال ما سيحصل عليه في الإمتحانات (النقطة ديالك هي اللي غادي تجيب في الفروض فقط)..وبذلك سيتم التخلي على التنقيط المزاجي للأساتذة ..بعضهم احتج على "مسار" لأنه سيصبح ملزما عليه تنظيم امتحانات المراقبة المستمرة وتصحيحها،ليس كما تعودوا بعدم تصحيح أي منها وتنقيط التلاميذ على هواهم "متبنين معيارهم الشهير :المشاركة والسلوك"

المشاركة والسلوك ،هي النقطة التي شكلت بالنسبة لي المعطى الكاشف لحقيقة مستوى هذا "التلميذ المحتج" وتفضح تخوفه المبالغ فيه..
هي نقطة شهيرة جدا بين صفوف التلاميذ خاصة "المعكازين منهم"،يعملون على تكرار سرد "إمكانية إلغائها" من بين أهم أسباب احتجاجهم..نقطة تشكل أملهم بعد نقط فروض كارثية ومخجلة ..يكفي أن الإحتاج على إلغائها -ولو حتى تم إلغاؤها بصريح العبارة- شيء مخجل وفاضح لحقيقة "تلاميذنا المحتجين والنجباء"..الذين يعملون على التسلق نحو حصد معدل مادة ما بترجي الأساتذة على "تسمينها"..

نعم فبرنامج مسار الذي يقوم على تنقيط التلميذ انطلاقا مما يُحصله في الفروض والإمتحانات "فقط".. شكل صدمة لأغلب "تلاميذ الشعب" الذين تخلوا عن الإهتمام بالتحصيل الدراسي والمعرفي وعدم بذل أي مجهود يذكر فيه .وأضحوا يعتمدون في نجاحهم على سخاء الأستاذ وكرمه بدعم نقط فروضهم الكارثية بنقط "المشاركة والسلوك" المبالغ فيها ولا يستحقها التلميذ أبدا (أو هاد الأستاذ هو اللي تيتساما الأستاذ الزوين أو الظريف) ..وكما سيفضح أيضا ضعف تكوين أساتذة "قطاعنا العمومي" الذي يُشكل واجهة التعليم الوطني..

من الدوافع التي يمكن أن أقف معها وأؤيدها مثلا "عدم تطبيق برنامج مسار في القطاع الخاص وتخصيصه في القطاع العمومي فقط" ..وهذا موضوع خاص ومستقل (..له نقاشه الخاص)..

...للأسف للأسف ، ما عكسته هذه الإحتجاجات والمعارضات ل"مسار" هو أمر خطيييير ويكشف بالملموس حقيقة هذا "التلميذ" ومدى تسببه هو الآخر في تدهور مستوى التعليم ..فأضحى يبحث عن النجاح بجود وكرم الأستاذ لا باجتهاده وكده خلال الفروض والإمتحانات

عديدة هي المشاهد الخطيرة التي كشفتها "ردة الفعل" هذه ...وتستلزم صفحات وصفحات لسردها ..منها:هو أنه وبشهادة العديدين ...كم هائل من هؤلاء التلاميذ احتج وصرخ ورقص وغنى ليس تعبيرا عن رفضه لبرنامج مسار ..وإنما ببساطة لفرحه بالإستفادة من يوم عطلة مجاني بدون دراسة ...كيف لا وجميعهم وأثناء احتجاجهم يتساءلون ماهو برنامج "مسار" ؟

والأخطر من هذا ...هو أن من سيتضرر من هذا المشروع هو الأساتذة الذين سيُجبرون على إجراء الفروض ..وتصحيحها ...وإدخال النقط في الحاسوب بواسطة "برنامج الإكسل"..وهو ما اعتبروه أمرا شاقا ..لكن خُبث بعضهم جعلهم يدفعون بتلاميذهم اليافعين -مستغلين سذاجتهم- للإحتجاج بكتلة مهمة ..حتى يتم إلغاء هذا البرنامج الذي سيُضيق على أوقاتهم .

إنا لله وإنا إليه راجعون ...لما يُصبح رفض مشروع ما...بسبب وجود "احتمالية" حرمان التلميذ من "نقطة المشاركة والسلوك"...فاعلم أننا في الطريق الصحيح لمنافسة "فنلندا"

التسميات : ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top