الجمعة، 27 سبتمبر 2013

موسم دراسي جديد...ومستوى تعليم نحو عهد حجري قديم (2) !!

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الجمعة, سبتمبر 27, 2013


27/09/2013

إن اللُبسَ الذي ذكرنا فيما سبق والذي يطال "التعلم والدراسة" كمفهوم لدى الطفل أو التلميذ، لا يتحمل مسؤوليته الجهاز التربوي وحده..بل مناصفة مع  الأسرة.فإذا كانالمعلم لا ينجح في ترسيخ انطباع وصورة سليمة للمدرسة والتعلم  في ذهن الطفل، فهذا يعزز الخطأ الذي يقع قبل لقاء الطفل مع معلمه،داخل بيته.
ففي مجتمعنا "التحفة" ونظرا "للإستيعاب" الكبير للأباء والأمهات لمفهوم مؤسسة الزواج والتربية،فإن الأغلبية الساحقة تُهمِل تلقين الطفل الأساسيات خلال سنواته الأولى ،بدعوى صغر سنه وأنه لا يفقه شيئا في الحياة سوى اللعب والأكل والشرب خلال تلك الفترة.لكن العكس هو الصحيح. فبذلك فالطفل يأتي للدراسة لأول مرة في حياته إما بانطباع خاطئ التقطته مسامعه من أحد أفراد أسرته أو جيرانه، وإما بدون أدنى فكرة،و في الحالتين يظل للمعلم دور حساس في تقويم أو تخريب صورة المدرسة لدى أولئك البراعم..
لنتتقل الآن لسبب آخر يُعتبر خفيا وحساسا جدا. ألا وهو محتوى مقررات ومناهج تعليمنا المغربي...خاصة مناهج  السلك الإبتدائي..فالطفل كما قلنا خلال سنواته الأولى،يكون عبارة عن صفحة بيضاء تُملأ بما يكتشف حوله،وبذلك فالمحتوى الدراسي الذي تزخر به مقررات المستويات الأولية عوض أن تجذب الطفل لمحبة التحصيل العلمي فإنها تعمل في الإتجاه المضاد لذلك، تُنفره منه.

فعكس تعليم الدول الرائدة ،فمنظومتنا التربوية تجعل التلميذ-الطفل "يمل" مما يدرسه منذ سنواته الأولى !! كيف لا وجل ما يتلقاه بعيد عن الحياة الواقعية التي يعيشها أو يشاهدها في مجتمعه، في الجانب الثقافي والإجتماعي و"الديني"، هذا الأخير خاصة هو ما يكاد يكون منقرضا من المقرر الدراسي للتلميذ..فالوضوء والصلاة هما الشيئان الوحيدان المتصلان بالإسلام الذي يتذكر الفرد أنه تلاقاهما خلال دراسته...

إضافة إلى أنه يتعود على التلقين النظري فقط، لا وجود لأعمال تطبيقية تفسيرية ومكلمة لما درسه نظريا، ولا وجود لخرجات استكشافية يقوم خلالها بأنشطة ميدانية يستشعر فيها ماديا ما شاهده في صور ومخططات الدروس النظرية..إنه طفل ، وما زال في مرحلة التكوين الأولي لمعرفته،إذن فكل معلومة تعطيها له وتفسرها إليه ،لن يستوعبها إلا بعد شرح "مادي" و"حي" يرى فيه حقيقةَ ما فسرت له...

بينما أهم نقطة تخص هذا الجانب المرتبط بالمناهج،هو ما أصبحنا نشهده خلال السنوات الأخيرة من تعدد المقررات لكل مستوى ،بل في كل مادة،رغم أن المحتوى واحد..فتجد في كل مادة نسخ متعددة من الكراسات تحمل نفس الدروس..فداخل كل أكاديمية كل نيابة تُعطى لها لائحة المقررات التي لا يجب الخروج عن العمل بها ، والمختلفة عن باقي النيابات..والأمر نفسه بالنسبة لباقي الأكاديميات..وضمنوا بذلك رواج منتوجات المطابع والمكتبات التي تبرم مع الوزارة اتفاقيات الحصول على  حقوق طبع ونشر بعض المقررات !!!فبالله عليكم كيف تريدون لتعليم يزدهر،والمسؤولين عليه جعلوا منه سوقا تجارية ربحية 100% ؟؟؟

مثل هذه الأسباب وغيرها، أدت إلى عزوف الأطفال من الدراسة وانشعلالهم بأشياء أخرى..فأصبح عديدون منهم يُفضلون الإنسحاب والخروج لسوق العمل في سن مبكرة..بينما آخرون ارتموا في أحضان الشارع، مما أدى إلى اندحار مستوى الوعي واستفحال الإنحلال الخلقي والإنحراف...وبالتالي أصبح لدينا "مجتمع غير مصنف تطغى فيه جميع السلوكيات والأفعال المنحرفة والإجرامية و المنحلة"..  وتكون لدينا في الأخير أخطر العوامل المتحكمة في فشل التعليم وتدهور المستوى الثقافي لشعبنا..

التسميات : , ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top