الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

موسم دراسي جديد...ومستوى تعليم نحو عهد حجري قديم (1) !!

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الأربعاء, سبتمبر 18, 2013


18/09/2013

تم تجنيد الأطفال والمراهقين بالمحفظات المليئة بالمقررات والدفاتر والأقلام الجديدة، وارتدوا وزراتهم ثم شقوا طريقهم نحو أبواب المؤسسات والمدارس التعليمية في حشود ...اصطفوا في الساحات في صفوف منتظمة في انتظار السماح لهم بالإنطلاق للفصول واكتشاف أصدقاء وزملاء وأساتذة السنة الجديدة...كل يختار مكانه ويستقر فيه لحين دخول الأستاذ...ليعلن الإنطلاقة الفعلية للموسم الدراسي الجديد...
عند قراءتكم للسطور الأولى،أغلبكم -وأنا واحد منكم- استبعد واستنكر أن يكون ما وصفته حول مدراسنا المغربية..لا تقلقوا فتعليمنا "المزدهر" بعيد جدا عن مستوى هذه المظاهر...
فعلا بدأ الموسم الدراسي الجديد، وحال تعليمنا لم يزل كما هو ، لا بل أضحى أكثر تأخرا وتدنيا عاما تلو الآخر. وكما لا يخفى على الجميع حقيقة مستوانا التعليمي الذي ما فتئ تقرير لليونيسكو أن يخرج إلينا ويصنفه في أدنى المراتب، إلا وأتى الذي بعده بترتيب أضعف من الأول..
بداية كل موسم،تكثر الأقاويل وتُرفع الشعارات إعلانا للعزم على تصحيح مسار تعليمنا، وفي نهاية كل سنة لا نخرج خالي الوفاض فقط بل نخطو خطوة للوراء..تتعدد أسباب هذا التراجع المُهوِل،والتي يتكرر ذكرها،لكن اليوم سأحاول الإحاطة ببعض الأسباب المهملة والمهمة جدا ..
مشكل التعليم الحالي ببلدنا أصبح أشد عمقا، وهو الذي فشل في إصلاحه مخطط استعجالي كلف ملايير السنتيمات.فمفهوم التعلم والدراسة ترسَّخ لدى الأغلبية الساحقة من أطفالنا بشكل خاطئ، فأي تلميذ بالعالم يواجه صعوبة في أيامه الأولى في المدرسة بعيدا عن منزله وأهله، فيكون كارها لبيته الثاني(أي المدرسة) ورافضا له، وهنا يأتي دور الجهاز التربوي والتعليمي الذي مهمته الأولى هو تغيير نظرة ذلك الطفل للمدرسة من أنها سجن يَحرمه من أسرته وألعابه، إلى أنها بيته الثاني الذي "يدرس ويتعلم فيه أساسيات الحياة وعلومها" وكذلك يلعب ويمرح فيه خلال أوقات الإستراحة...هذا التغيير في انطباع التلميذ نحو المدرسة، عن طريق خلق الصورة السليمة لها في مخيلته، هو من أهم الأسباب التي تجعل تعليما يزدهر، لأنها ستظل راسخة لديه وتصاحبه طوال مشواره الدراسي..
بينما لدينا نحن، فالمصيبة كبيرة. فالطفل عند ارتياده الفصل لأول مرة لا ننجح في ترسيخ المفهوم الصحيح لذلك المكان الذي يظل فيه لساعات من أجل التعلم..ونظرا لإهمالنا الشديد لهذه الخاصية، تترسخ لدى التلميذ على أن المدرسة إما مكان "يستلزم عليه الذهاب إليه لأنه واجب،و لأن الجميع يفعل ذلك" أو "أنها المكان الذي يقضي فيه وقته ويغير فيه أجواء منزله" أو أنها المكان الذي "يدرس فيه ويلعب" يدرس ماذا؟ ويلعب متى؟؟؟ لا يعلم...نعم فعقلنا ومخيلتنا عند الطفولة استوعبت "بمفردها" ذلك، لذلك نجد أن أغلبنا يكره الدراسة ولا يبذل فيها أي مجهود يُذكر ، رغم كِبرنا ووعينا بمدى أهمية الدراسة ،لإلا أن هذه الفكرة تظل مسيطرة علينا، كيف لا ولقد تخزنت خلال أهم مراحل حياة الإنسان ،حين يُكَوِّن عقله اللاواعي الذي يتحكم في جميع قراراتنا ومعتقاداتنا ومواقفنا طوال حياتنا...
عديد هي الأشياء التي ترسخ لدينا مفهومها وماهيتها بشكل خاطئ، ومنها التعليم. فلقد تعودنا على تعلم الأشياء الجديدة وتلقنها بأنها "مهمة وواجبة" فقط..لم يعرفونها لنا أو يشرحون مبتغاها وفائدتها التي تعود بها علينا ..فجعلوا منا آلات تُعَبَّأ بالأكل و الشرب والنوم والعلم ...فبكل هذا كيف تريدون منا الإبدااااع؟؟؟!!

تتمة الموضوع في مقال آخر في قادم الأيام إن شاء الله 

التسميات : , ,

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top