الأربعاء، 24 يوليو 2013

التلفاز... صندوق العجائب مدنس الفطرات

نشرت من طرف : Unknown  |  في  الأربعاء, يوليو 24, 2013



24/07/2013

أضحى الإنسان المسلم اليوم، لأجل تدنيس فطرته الإسلامية، وإضعاف همته و تخليه عن شعائره و قيمه الدينية ،لا يحتاج في ذلك إلى الترعرع  والعيش في البلدان التي تتخذ من غير الإسلام دينا لها و تبني عاداتهم و ثقافتهم . لا فالأمر بسيط، فعوض ذلك يكفيه فقط متابعة  التلفاز بحرص و باستمرار لكل برامجه المعروضة عليه خاصة المسلسلات و الأفلام السينمائية,,,

قد يجهل الكثيرون منا دور البرامج التلفزيونية عامة في تدنيس فطرة الإنسان المسلم ، وجعله مسلما بالإسم و الإنتماء فقط، لا سلوكاته أو نمط حياته يمت بصلة بتعاليم الإسلام المعلومة و المعروفة، فأصبحنا بكل صراحة و للأسف "مسلمي الفطرة" . فالتلفاز العالمي أو الجهاز الإعلامي العالمي يُتَحكَمُ به من قبل الصهاينة المعادين لديننا  الساعين وراء محاربته بشتى الطرق الخبيثة ،ومن أمكرها وأخبثها هي محاربته بشكل غير مباشر ومندس من خلال الإعلام والأعمال التلفزيونية بشتى أنواعها . بحيث يدسون سما نتلقاه بعفوية،  فيترسخ تلقائيا داخل عقلنا اللاواعي مصدر أغلب مواقفنا و معتقداتنا ومبادئنا التي نتبانها في حياتنا.

هذا السم يتجلى في المشاهد و المواقف التي يصوروها لنا ،ويتم خلالها استهداف بعض تشريعات الإسلام بالتقليل من شأنها و انتقادها والسخرية منها ،وللتوضيح أكثر أستدل بمثال بسيط يتمحور حول ما تبثه قنواتنا المحلية المغربية، بالتحديد ما تبثه حاليا خلال شهر رمضان المبارك. يكفيك تصفية ذهنك و مشاهدة إحدى السلسلات المعروضة على إحدى قنواتنا والتركيز على كيفية تصوير مظهر المرأة مثلا، لتستوعب جل ما ذكرته لك.

ستجد أن مظهر المرأة في بلادنا "المسلم" الذي يروجون له يتمثل في كونها ترتدي ملابس ضيقة و تملأ وجهها بجميع أنواع الماكياج مظهرة بذلك جميع مفاتنها ،كما أن علاقتها بالجنس الآخر "الرجل" فحسب ما يُعرَض و إذا لاحظت جيدا ستجد أن العلاقة التي يسوقونها تتميز بعدم وجود الحواجز بين الجنسين و يمكن لكل منهما التودد للآخر وإظهار مشاعرهما لبعضها البعض بكل حرية....  

الراشدون اليوم قد لا يعون بخطورة ما يُقَدم لهم لأن أغلبهم قد ُدِنست فطرته سلفا ، لكن تتجلى خطوة الوضع لدى أطفالنا و أبناء الجيل الصاعد ذوو "فطرة في طور التكوين" تتأثر بشكل غير مباشر بكل ما يشاهدوه مع أسرهم في تلك البرامج الهزلية المسمومة التي تعمل على  إبادة قيم التعفف والإستقامة ووو، في مقابل إفشاء الإنحلال الأخلاقي الذي يشكل أهم بوابة للنيل من عقيدة المسلم ...

أما التلفزيون الغربي العالمي فهو الآخر لا يدخر جهدا في إبعاد المسلمين من دينهم ،من خلال العمل على تشويه صورة هذا الدين الأصح و إبرازه بمظهر الدين المرتبط بالإرهاب و قامع الحريات ومضطهد النساء، عندما يبثون لك مشاهد في أفلامهم تربط لنا مظهر الملتحي أو المنقبة بالتشدد و التخلف و الرجعية بينما يشيرون إلديوث و الكاسيات العاريات كأبرز مظاهر التحضر و الحداثة ..

وللأسف الشديد، لقد نجحوا نجاحا كبيرا و يستمرون في ذلك يوما بعد يوم ،  فأخافوا "خير أمة أخرجت للناس" من دينها وأرهبونا من تعاليمه الحقة. ولم يعودوا بحاجة ليستهدفوه بأنفسهم،لا، فقد خلقوا جيشا كبيرا من "مسلمي الفطرة" العلمانيين و اللبيراليين يحاربون الإسلام علنا بانتقادهم الفارغ و طعنهم الدنيء للعديد من تعاليم الشرع  مدعين ذلك من باب الحرية و الديموقراطية و والكثير من أسبابهم الكاذبة الخادعة... و لتستوعب مدى نجاهم يكفيك إلقاء نظرة على حال مجتمعاتنا اليوم ...



لكن، رغم كل هذا ،لا يجب أن نغفل على أن التلفاز به الطالح كما الصالح رغم كثرة الأول و هيمنته. فهناك قنوات هادفة تنير العقول و تنقي النفوس يجب الإهتمام بها و توجيه صغارنا لها خاصة، لأنهم رواد الجيل القادم...

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 commentaires:

back to top