بملعب العبدي بالجديدة فاز نادي الوداد الرياضي على أصحاب الدار بثنائية نظيفة رفعترصيدة للنقطة 53 محافظا على الصدارة وأيصا على فارق النقاط الثلاث على المطارد المباشر نادي أولمبيك اخريبكة. انتصار مهم خارج الميدان يقرب الوداد أكثر من اللقب على بعد ثلاث لقاءات متبقية اثنين منها بملعب محمد الخامس.
سريعا إليكم أبرز ما استقيته من ملاحظات بسيطة حول الأداء المتميز من الكتيبة الحمراء في مباراة الجديدة التي شهدت هي الأخرى على حنكة مدرب الوداد الويلزي "طوشاك" :

  • كمدرب جديد يعيش لأول مرة أجواء البطولة الوطنية، جون بينيامين طوشاك يحقق نجاحا باهرا، وقد احتاج نصف موسم فقط للتعرف على كل خبايا بطولتنا، فبعد أن عملت بعض المنابر الإعلامية على التشكيك في كفاءته ووصفه بالمدرب الجبان غير مرة طوال الإياب خاصة في المباريات التي يلعبها نادي الوداد الرياضي خارج البيضاء. خفتت تلك الأصوات بعد النهج الذي أصبح يعتمد عليه ويسير به مبارياته خلال الإياب والحصيلة كانت انتصارات متتالية وشجاعة وجرأة حين يكون الفريق في حاجة للفوز والمباريات الأخيرة خير دليل. واليوم عمل طوشاك على إشراك حسني مكان كوني الغائب ،اختيار طوشاك كان ذكيا نظرا لجودة اللعب حسني وتعدد المراكز التي يتقدنها الشيء دفاعيا أو هجوميا الذي جعله يغير الخطة بسلاسة خاصة في الشوط الأول حين التجول للحالة الدفاعية. حيث تحول في أكثر من مرة من 4-2-3-1 إلى 4-4-2 أو4-4-1-1. وهو ما أدى للتوازن الدفاعي الذي شاهدناه خلال اللقاء حيث كان الخصم يضطر للعب الكرات الطويلة المباشرة من الدفاع للهجوم.

  •  طوشاك عمد أيضا على تكليف النقاش مراقبة دينامو الجديديين "حدراف" وهو ما نتج عنه غياب هجمات خطيرة على مرمى الوداد لغياب البناء الذي يتمحور حول قائد الدكاليين. نجم خط الوسط الودادي كعادته نجح في مهامه داخل الميدان ووجدناه مكسرا لأغلب البناءات الهجومية للخصم بتدخلاته الرجولية التي يفرض بها شخصيته القوية رغم تلقيه لانذرات كثيرة.إلى جانبه يتألق خلال الدورات الأخيرة المهاري "رشيد حسني" الذي فرض نفسه مؤخا وأصبح ورقة مهمة في وسط الوداد خاصة مع مميزاته الفنية التي أضحت تمنح طوشاك خيارات تكتيكية متنوعة.

  •  فابريس يسجل مرة أخرى عبر ثنائية جميلة بينه وبين إيفونا منحت الوداد الهدف الأول المهم، وهدف الحسم كان ممتازا وجد مفيد لأنه جاء من تمريرة حاسمة لللاعب الشاب "هجهوج" الذي طالته الإنتقادات كثيرا مؤخرا،سترفع من معنوياته وتساعده على استرجاع شيء من ثقته.أما التسجيل كان من جانب المدرع الغابوني إيفونا الذي كسر صيامه عن التهديف منذ وقت طويل وجعله يتصدر قائمة الهدافين.

  • تغيير فابريس قبل نصف ساعة على النهاية، أرى –من وجهة نظري الشخصية- أنه كان الهدف منه الإبقاء على التوازن الدفاعي للأطراف التي يركز عليها الجديديون. فنظرا للدولر الهجومي الكبير لفابريس إضافة لمساندته لنصير جعل منه يخسر كثيرا من مخزونه البدني خلال وقت قصير وأثر ذلك على دوره الدفاعي الشيء الذي جعل تغييره بالهجهوج منطقيا.

  • كالمرات السابقة طوشاك في الشوط الثاني حينما يكون متقدما بفارق هدف وحيد ويزداد ضغط الخصم ،دائما ما يأمر المدافعين للعب بدفاع متقدم تُقلص على إثره المساحات بين الدفاعوالوسط وبذلك يتم حرمان الخصم من فرصة التهديد, لكن وبسبب عقلية اللاعب المغربي نلاحظ أن المدافعين وبشكل أوتوماتيكي يعمدون إلى الركن للوراء اعتقادا منهم أن ذلك هو ما سيؤمن لهم الفوز.

  •  وجب على الحارس عقيد الإنتباه والتركيز أكثر لمواصلة مستواه الرائع خلال الموسم الحالي، فالظرفية الحالية لا تحتمل الأخطاء الساذجة التي من الممكن أن تكلف الفريق مجهود موسم كامل.

  • فوز خارج الميدان أمام خصم عنيد كثيرا ما عانى أمامه الوداد خلال السنوات الأخيرة وفي الدوارت الأخيرة للدوري الذي ينافس عليه النادي الأحمر.وبعد24 ساعة من فوز المطارد مما ضاعف الضغوط على اللاعبين .أشياء جعلت من الفوز مهما للغاية إلا أنه لا يمنح الوداد اللقب الثامن عشر. فما زالت 3 مقابلات اثنتين منها بالميدان وآخرها أمام منافس الوداد المباشر عللا اللقب أولمبيك اخريبكة ، لذا فلا شيء حسم وثلاثة نقاطط فقط هي الفارق. وتحية للجماهير الحمراء التي تنقلت بأعداد غفيرة كما جرت العادة وكانت المحفز المشجع لهم طوال 90 دقيقة